من اقوال الرب يسوع المسيح

***** *** لا تضطرب قلوبكم.انتم تؤمنون بالله فآمنوا بي. *** اتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل *** لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية. *** لا تخف ايها القطيع الصغير لان اباكم قد سرّ ان يعطيكم الملكوت. *** وصية جديدة انا اعطيكم ان تحبوا بعضكم بعضا.كما احببتكم انا تحبون انتم ايضا بعضكم بعضا. *** كما احبني الآب كذلك احببتكم انا.اثبتوا في محبتي.*** تعالوا اليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الاحمال وانا اريحكم *** الى الآن لم تطلبوا شيئا باسمي.اطلبوا تأخذوا ليكون فرحكم كاملا ***اسألوا تعطوا.اطلبوا تجدوا.اقرعوا يفتح لكم. *** هانذا واقف على الباب واقرع.ان سمع احد صوتي وفتح الباب ادخل اليه واتعشى معه وهو معي . *****

فيقولون للّه ابعد عنّا. وبمعرفة طرقك لا نسرّ.


 فيقولون للّه ابعد عنّا. وبمعرفة طرقك لا نسرّ.
 (ايوب 21: 14)

اتذكر دائما قصة المؤمن الذي دخل الى صالون الحلاّق (مزين الشعر) الذي كان ملحدا، لا يؤمن بوجود الله ويرفض التعامل معه، يقول له ابعد عنّا وبمعرفة طرقك لا نسّر، وراح يتكلم مع المؤمن عن العالم المضطرب الذي يعيش في حروب وجوع وزلازل، ويتساءل اين الله من كل هذا، فلو كان الله موجودا لكان اكثر رحمة ورأفة بالناس،  وانتهى الرجل من شكواه الى الخلاصة ان الله ليس موجود والا لوضع حلا لهذه الفوضى ،  وخرج المؤمن من المحل، ليجد على الرصيف المقابل، رجل مشرد يستعطي وقد جلس في فوضى من الملابس وشعره الغث غير المهندم وغير النظيف، فالتفت المؤمن الى الحلاّق وقال له: "ليس هناك (مزين للشعر)  في هذا الحي"،  فاستغرب الحلاّق وقال له:  "كيف تقول هذا وانت تعرف انني موجود؟" فقال له المؤمن: "هذا الرجل اشعث الشعر غير مهندم الشكل يقول ويشهد على انه ليس هناك حلاّق او مزين للشعر"، فأجابه الحلاق: " لو آتي اليّ هذا الرجل لاهتممت به، واصلحت من حاله"، فاجابه المؤمن : "ان الله ايضا موجود، وهو لازال يطلب من الناس ان تتجه اليه لكي يصلح من حالهم، ولكن الناس تبتعد عن الله وترفض الاعتراف بوجوده او الطلب منه ان يمد يده اليهم" .




نظر أيوب،   المصاب بتجربة عنيفة،  بفقدان الاهل والاملاك واخيرا صحته،  جلس مصابا بالمرض البغيض، الذي جعل حتى اصدقائه الذين أتوا لزيارته يقفون بعيدا ينظرون اليه بحسرة وشفقة، ولكن أيوب رأي الامور بطريقة مأسوية ايضا، فقد نظر الى الاشرار ونعيمهم وبدأ يتحسر على حاله بعد ان نظر الى الاشرار ورأي حياتهم ونعيمهم ورفاهيتهم، فراح يقول :

(6 عندما اتذكر ارتاع واخذت بشري رعدة.7 لماذا تحيا الاشرار ويشيخون نعم ويتجبّرون قوة.8 نسلهم قائم امامهم معهم وذريتهم في اعينهم.9 بيوتهم آمنة من الخوف وليس عليهم عصا الله.10 ثورهم يلقح ولا يخطئ.بقرتهم تنتج ولا تسقط.11 يسرحون مثل الغنم رضّعهم واطفالهم ترقص.12 يحملون الدف والعود ويطربون بصوت المزمار.13 يقضون ايامهم بالخير.في لحظة يهبطون الى الهاوية.14 فيقولون للّه ابعد عنا.وبمعرفة طرقك لا نسرّ.15 من هو القدير حتى نعبده وماذا ننتفع ان التمسناه) (ايوب 21: 6- 15)

في بعض الاحيان اقابل انسانا او اخا ينظر الى الحياة بنفس المنظور، لماذا لا يتدخل الله لحماية اولاده من الالم والاصابات، لماذا لا تحصل المعجزات التي كنا نسمع عنها في الكتاب المقدس فتتزلزل الارض وتنزل النار من السماء وتنقذ اولاد الله المؤمنين به ؟

لم يكن أيوب هو الوحيد من رجال الله الذي نظروا بهذه النظرة المتسائلة، فهذا هو (آساف) يكتب مزموره ويتسائل بنفس التساؤلات، ولكنه يضع بداية الحل للمشكلة:

(1  مزمور لآساف.انما صالح الله لاسرائيل لانقياء القلب.
2  اما انا فكادت تزل قدماي.لولا قليل لزلقت خطواتي.
3  لاني غرت من المتكبرين اذ رايت سلامة الاشرار.
4  لانه ليست في موتهم شدائد وجسمهم سمين.
5  ليسوا في تعب الناس ومع البشر لا يصابون.
6  لذلك تقلدوا الكبرياء.لبسوا كثوب ظلمهم.
7  جحظت عيونهم من الشحم.جاوزوا تصورات القلب.
8  يستهزئون ويتكلمون بالشر ظلما من العلاء يتكلمون.
9  جعلوا افواههم في السماء وألسنتهم تتمشى في الارض.
10  لذلك يرجع شعبه الى هنا وكمياه مروية يمتصون منهم.
11  وقالوا كيف يعلم الله وهل عند العلي معرفة.
12  هوذا هؤلاء هم الاشرار ومستريحين الى الدهر يكثرون ثروة
13  حقا قد زكّيت قلبي باطلا وغسلت بالنقاوة يدي.
14  وكنت مصابا اليوم كله وتأدبت كل صباح.
15  لو قلت احدّث هكذا لغدرت بجيل بنيك.
16  فلما قصدت معرفة هذا اذ هو تعب في عينيّ.
17  حتى دخلت مقادس الله وانتبهت الى آخرتهم.)

نعم هذه هي النظرة البشرية للامور، فهى ترى بقصور ما يحدث في ساعة من الزمن على امتداد الابدية كلها، ويقع في نفس الخطأ اي رجل من رجال الله، حتى يدخل الى مقادس الله، ويرى الامور بنظرة الله الذي يرى الازمنة ممتدة من الازل والى الابد، وهي منبسطة امامه، وادعوك لقراءة بقية المزمور على الرابط لترى كيف تغيرت نظرة (آساف).

أعلن السيد يسوع المسيح عن الله ورغبته وارادته من نحو البشر، فهو يقدم الحب ويريد ان يقدم الصالح ولكنه لا يفرض نفسه ولا يقتحم، فعندما اجرى المسيح معجزة شفاء  المجنون في قرية الجرجسيين، طلب الناس منه ان يترك القرية، فتركها في هدوء عجيب مستجيبا لرغبتهم (متى 8: 28 - 34)، ولم يرجع اليها الا بعد ان قام الرجل المجنون بعد شفائه بالكرازة والتبشير عن فعل الله العجيب والشافي معه (مرقس 5: 1 - 20). ، وكرّس الرجل مجهوده في المدن العشر، التي استقبلت المسيح بحب وفهم عندما سمعت عن عمل الله الوديع المحب (مرقس 7).

اخي العزيز، هل لازلت ترفض الله واعلانه عن نفسه بما جاء في الكتاب المقدس؟، هل لازلت تفترض شكلا او اسلوبا يجب ان يتبعه الله بحسب استحسانك ورؤيتك للامور وما يجب وما لا يجب على الله ان يفعله؟  عندما رزقني الله باطفال وبدأ يكبر اطفالي الصغار ويرون عندما امسك كوب الشاي الساخن لاحتسي منه رشفة، كان يأتي الصغير محاولا ان يمد يده الى الكوب، فكنت ارفعه عن متناول يده، ويصرخ الصغير ويبكي، ولكن لم اعطيه الكوب الساخن، لانني احبه، واعرف ماهو الصالح له، هل كان قلبي يشفق عليه عندما يراني امسك السكين لاقطع له قطعة التفاح، ويبكي طالبا ان يمد يده ويقلدني كما يحب ان يفعل دائما؟ بالطبع كانت محبتي غير الواضحة وغير الظاهرة له هي ان لا استجيب لطلبه وبكائه، والعكس صحيح، فالاستجابة لطلبه بسبب الدموع هو الدليل على عدم المحبة.
هل اتجهت الى الله بطلبة وقال لك الله (لا) كأجابة؟ هل بكيت؟ هل اتهمت الله بأنه لا يحبك ولا يفهمك ولا يعطيك ما تطلبه؟  استفق اذا ولا تكن كالطفل الصغير، ان محبة الله التي تقول (نعم) لطلبتك هي نفسها التي تقول لك (لا) لطلبة اخرى، ويقول لك (ليس الان) سأعطيك بعد قليل، انه نفس الله الاب السماوي الذي اعلن عن نفسه في الكتاب المقدس، هو الذي يمنح ويمنع بنفس المنطلق وهو محبتك.

اخي العزيز:   قد تتفق معي وقد تختلف، قد تقول انني اتكلم عن الله بصورة تختلف عن صورة الله الذي تتكلم عنه انت،  والحقيقة انني اتفق معك انني اتكلم عن الله الذي أعرفه وقد يكون غير الصورة التي تفترضها انت، انا اتكلم عن الله الذي اختبرته وصنع معي علاقة شخصية لانني قبلته سيدا وربا ومخلصا، أدرك (أيوب) انه لم يكن له علاقة شخصية مع الله، ولكنه كان يتعامل مع ما يسمعه الله، والتجربة الذي اجتازها هي التي جعلته يقول : " قد علمت انك تستطيع كل شيء ولا يعسر عليك أمر.3 فمن ذا الذي يخفي القضاء بلا معرفة.ولكني قد نطقت بما لم افهم.بعجائب فوقي لم اعرفها.4 اسمع الآن وانا اتكلم.اسألك فتعلمني.5 بسمع الاذن قد سمعت عنك والآن رأتك عيني. 6 لذلك ارفض واندم في التراب والرماد" (ايوب 42: 1- 6)، لم يكن لدي (أيوب) الكتاب المقدس الموجود بين أيدينا الآن والذي يحتوي على تعاملات الله الصادقة والامينة الكثيرة مع المؤمنين  به من اولاده، ولكنه كان له علاقة شخصية مع الله،  تماما مثل ذهبت المرأة السامرية الى قريتها  بعد مقابلتها مع المسيح وتعرفها عليه، وبعد يومين فقط قال لها اهل القرية : " لسنا بعد بسبب كلامك نؤمن. لاننا نحن قد سمعنا ونعلم ان هذا هو بالحقيقة المسيح مخلّص العالم" (يوحنا 4: 39 - 42)

نعم انا اتكلم عن الله الذي أعرفه، واتكلم معه ويكلمني يوميا في الصلاة والكتاب المقدس، وتستطيع انت ايضا ان تبدأ في ان تتعرف عليه وعلى محبته وعلى يده الممدوة لك بالحب والحياة الابدية، توقف عن ان ترسم صورة غير حقيقية عن الله بما تسمعه من الآخرين، وابدأ في معرفة الله الذي يريد ان يقيم معك علاقة شخصية خاصة، تعرّف على الله من الكتاب المقدس الذي أعلن فيه عن نفسه.
 
(16 لكن ليس الجميع قد اطاعوا الانجيل لان اشعياء يقول يا رب من صدق خبرنا.17 اذا الايمان بالخبر والخبر بكلمة الله.)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أترك تعليقا حول الموضوع نفسه، حتى وان اختلفت معي يبقى الود والحب الشخصي مع كل انسان .
ملحوظة: يسمح حتى بسب وشتم الكاتب ، أما الأم أو الاب او باقي اعضاء العائلة ، فلن يسمح بنشرها ، لهذا السبب فقط يتم الاشراف على التلعيقات ونشرها بعد مراقبتها .
أي تعليق خارج الموضوع لن يسمح بنشره لعدم التشتيت والاحتفاظ بالنظام، شكرا لتفهمك. الرب يبارك حياتك

مقــالات ســابقــة