من هو الشفيع الحقيقي الذي يستطيع ان يقف امام الله
ليشفع في المذنبين من البشر لينالوا العفو والغفران؟
اخي القاريء والمتابع الكريم، في هذا المقال سنحاول استجلاء الامر واجابة هذا السؤال الهام والذي تتوقف عليه مصائر البشر وحياتهم الابدية. وسنحاول ان نبحث في القرآن والكتاب المقدس عن اجابة هذا السؤال لنكشف امام القاريء الحقيقة الكاملة التي ربما تكون غائبة عنه بسبب اهمال او تقصير او ربما عدم اهتمام بتقصي الحقيقة في هذا الامر.
لم يحسم القرآن اسم الشفيع ولكنه اكتفي بأن يقرر انه لا احد يستطيع ان يشفع لدى الله الا باذنه (مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ) (البقرة 255) ، (وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ ) (سبأ 23)، وكذلك حدد شرطا هاما لمن يأخذ موقف الشفيع (لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا ) (مريم 87)، ثم انتهى الى التقرير بأن الشفاعة لله وليس هناك اي وسيط بشري يصلح للشفاعة (قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) (الزمر 44).
ويعتقد المسلمون ان محمد نبي الاسلام سيكون شفيعا لهم بناء على الحديث، ونكتفي بأن نذكر احدى الاحاديث الصحيحة (وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (من قال حين يسمع النداء : اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة ، وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته ، حلت له شفاعتي يوم القيامة) . رواه البخاري ( 614 ) . ) ، ونكتفي هنا بتوجيه سؤال او عدة اسئلة بسيطة فقط لاي مسلم مقتنع بأن تطبيق ما جاء في الحديث سوف يضمن له شفاعة نبي الاسلام؟
اخي المسلم الكريم: عندما تسمع الآذان فتطلب من الله ان يعطي محمدا مقاما محمودا ووسيلة وفضيلة، فمن الذي يتقدم الى الله ويطلب من اجل الآخر؟ من الذي يشفع لمن؟ اليس هنا المسلم العادي هو الذي يتشفع ويطلب من الله ان يعطي محمدا شيئا لم يذكر القرآن صراحة انه له؟ وهل ينتظر الله دعوات المسلمين لكي يجعل لمحمد المقام المحمود الذي به يصبح شفيعا لدى الله ؟ وهل يعلق المسلم رجاؤه في الشفاعة والشفيع على شيء لم يتحدد به ربما يأخذ فيه محمد المقام المحمود وربما يصر اله القرآن على موقفه القرآني بأن الشفاعة لله جميعا ولن يشفع لدى الله اي احد الا باذنه ؟ وقد ثبت بالدليل والبرهان فشل شفاعة محمد لابويه الذين ماتا كافرين حتى قبل بعثته بالرغم من ان اله القرآن وعد صراحة انه لن يعذب حتى يرسل رسولا، وكيف يعذب ابوي محمد في النار وقد ماتا قبل بعثة محمد "نبي الاسلام" الذي يشهد له القرآن انه اول رسول للاميين (اي من غير اليهود)، لماذا لم تنفع شفاعة محمد في هذا الموقف الفاصل والحاسم في تحديد صلاحيات الشفيع والشفاعة ؟
كما ان محمد لم يستطع ان يساعد اي من اصحابه في الشفاعة ؟؟ حتى ابو بكر الذي كان اول العشرة المبشرين بالجنة والذي كان دائم التشكك من أمانة الله في تنفيذ كلامه وبشارته فقال ( والله لو احدى قدمي في الجنة والاخرى خارجها ما أمنت مكر ربي)!! ولم يستطع محمد "نبي الاسلام" ان يطمئنه ويزيل خوفه بانه في مقام الشفيع لن يسمح بخروج القدم التي دخلت الى الجنة ؟؟
وكذلك في موقف وفاة (عثمان بن مظعون) وقد قالت ام العلاء (امرأة من الانصار) ترثيه "ان الله اكرمه" فنهاها نبي الاسلام عن هذا القول وقال لها (فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا يُدْرِيكِ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَكْرَمَهُ فَقُلْتُ بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَنْ يُكْرِمُهُ اللَّهُ فَقَالَ أَمَّا هُوَ فَقَدْ جَاءَهُ الْيَقِينُ وَاللَّهِ إِنِّي لَأَرْجُو لَهُ الْخَيْرَ وَاللَّهِ مَا أَدْرِي وَأَنَا رَسُولُ اللَّهِ مَا يُفْعَلُ بِي قَالَتْ فَوَاللَّهِ لَا أُزَكِّي أَحَدًا بَعْدَهُ أَبَدًا ) (صحيح البخاري 1186)، ولم يستطع نبي الاسلام ان يشفع فيه او ان يطمئن الحزاني عليه انه سيشفع فيه لدى الله، بل اكد انه لا يدري حتى ماذا سيفعل الله به وهو كما يقول "نبي الله ورسوله" ؟ فهل هذا موقف او كلام شخص نستطيع ان ننسب اليه الشفاعة؟ اذا كان لا يعرف ماذا سيفعل الله به، فكيف يشفع للآخرين ؟ . (راجع ايضا صحيح البخاري 3714)
اذا فكلما بحثنا في القرآن والاحاديث لوجدنا ان التشكك في الشفيع والشفاعة يزداد ولا يقل، وان محمد "نبي الاسلام" لم يكن يوما ما شفيعا يعتد الله بشفاعته، ولن يكون.
ولكن - والحديث لازال عن الشفاعة والشفيع بحسب القرآن- فقد قال القرآن عن عيسى بن مريم (إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ) (آل عمران 45)، وقد اتفق المفسرون على ان وجيها في الآخرة ومن المقربين انها الشفاعة.
(تفسير الجلالين) (إذْ قَالَتْ الْمَلَائِكَة" أَيْ جِبْرِيل "يَا مَرْيَم إنَّ اللَّه يُبَشِّرك بِكَلِمَةٍ مِنْهُ" أَيْ وَلَد "اسْمه الْمَسِيح عِيسَى ابْن مَرْيَم" خَاطَبَهَا بِنِسْبَتِهِ إلَيْهَا تَنْبِيهًا عَلَى أَنَّهَا تَلِدهُ بِلَا أَب إذْ عَادَة الرِّجَال نِسْبَتهمْ إلَى آبَائِهِمْ "وَجِيهًا" ذَا جَاه "فِي الدُّنْيَا" بِالنُّبُوَّةِ "وَالْآخِرَة" بِالشَّفَاعَةِ وَالدَّرَجَات الْعُلَا "وَمِنْ الْمُقَرَّبِينَ" عِنْد اللَّه)
(تفسير الجلالين) (إذْ قَالَتْ الْمَلَائِكَة" أَيْ جِبْرِيل "يَا مَرْيَم إنَّ اللَّه يُبَشِّرك بِكَلِمَةٍ مِنْهُ" أَيْ وَلَد "اسْمه الْمَسِيح عِيسَى ابْن مَرْيَم" خَاطَبَهَا بِنِسْبَتِهِ إلَيْهَا تَنْبِيهًا عَلَى أَنَّهَا تَلِدهُ بِلَا أَب إذْ عَادَة الرِّجَال نِسْبَتهمْ إلَى آبَائِهِمْ "وَجِيهًا" ذَا جَاه "فِي الدُّنْيَا" بِالنُّبُوَّةِ "وَالْآخِرَة" بِالشَّفَاعَةِ وَالدَّرَجَات الْعُلَا "وَمِنْ الْمُقَرَّبِينَ" عِنْد اللَّه)
(وَقَوْله تَعَالَى " عِيسَى اِبْن مَرْيَم " نِسْبَة إِلَى أُمّه حَيْثُ لَا أَب لَهُ " وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَمِنْ الْمُقَرَّبِينَ " أَيْ لَهُ وَجَاهَة وَمَكَانَة عِنْد اللَّه فِي الدُّنْيَا بِمَا يُوحِيه اللَّه إِلَيْهِ مِنْ الشَّرِيعَة وَيُنْزِلهُ عَلَيْهِ مِنْ الْكِتَاب وَغَيْر ذَلِكَ مِمَّا مَنَحَهُ اللَّه بِهِ وَفِي الدَّار الْآخِرَة يَشْفَع عِنْد اللَّه فِيمَنْ يَأْذَن لَهُ فِيهِ فَيَقْبَل مِنْهُ أُسْوَة بِإِخْوَانِهِ مِنْ أُولِي الْعَزْم صَلَوَات اللَّه وَسَلَامه عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ )
الشفاعة في الاسلام تتبني المنطق الشرقي في الواسطة والمحسوبية، فهي تقول ان نبي الاسلام سوف يشفع في المسلمين الذين يسقطون اثناء مشيهم من على الصراط ويقعون في النار فتصل الى درجات متفاوتة في حريق اجسادهم من الارجل الى الوسط او الذراعين او الصدر او العنق وحتى الوجه (راجع الحديث الصحيح برواية البخاري)، وحتى بهذا المنطق الذي يتعارض مع عدالة الله اذ انها تبريء المذنب لان له واسطة او شفيع، الا انها ايضا لم تعطي اي ضمان او امان في نجاة المسلم من العقوبة وهي السقوط من على الصراط الى النار.
الشفاعة في الاسلام تتبني المنطق الشرقي في الواسطة والمحسوبية، فهي تقول ان نبي الاسلام سوف يشفع في المسلمين الذين يسقطون اثناء مشيهم من على الصراط ويقعون في النار فتصل الى درجات متفاوتة في حريق اجسادهم من الارجل الى الوسط او الذراعين او الصدر او العنق وحتى الوجه (راجع الحديث الصحيح برواية البخاري)، وحتى بهذا المنطق الذي يتعارض مع عدالة الله اذ انها تبريء المذنب لان له واسطة او شفيع، الا انها ايضا لم تعطي اي ضمان او امان في نجاة المسلم من العقوبة وهي السقوط من على الصراط الى النار.
**********
اما عن الشفيع في الكتاب المقدس فقد تم تسميته صراحة وبدون اي تورية:
فقد كان شوق البشر دائما يتطلع الى شفيع يقوم بدور الوساطة والمصالحة بين الله والناس بعد سقوط الانسان بالخطية والانفصال عن الله القدوس، فقال ايوب انه مذنب وخاطيء لدي الله ويحتاج الى مصالح يضع يديه على كلينا، ومهما تطهرت وتنقيت فلن اصبح جديرا بالوقوف امام الله الطاهر القدوس (29 انا مستذنب فلماذا اتعب عبثا. 30 ولو اغتسلت في الثلج ونظفت يدي بالاشنان 31 فانك في النقع تغمسني حتى تكرهني ثيابي. 32 لانه ليس هو انسانا مثلي فاجاوبه فناتي جميعا الى المحاكمة.33 ليس بيننا مصالح يضع يده على كلينا. ) (ايوب 9: 29-33)، وهو ما أكده ايضا النبي اشعياء عندما نطق بكلمات الله في هذا الشأن، فقد نظر الله الى البشر ولم يجد فيهم اي انسان تنطبق عليه شروط الشفاعة او الشفيع، ولكن هذا لم يعجز الله عن ايجاد المخرج والاتيان بالشفيع (16 فراى انه ليس انسان وتحير من انه ليس شفيع. فخلصت ذراعه لنفسه وبره هو عضده. 17 فلبس البر كدرع وخوذة الخلاص على راسه. ولبس ثياب الانتقام كلباس واكتسى بالغيرة كرداء.) (اشعياء 59: 16-17)
وها هو الوحي المقدس يعلن لنا اسم الشفيع البار الطاهر والذي تنطبق عليه كل شروط الشفيع والشفاعة:
(1 يا اولادي اكتب اليكم هذا لكي لا تخطئوا.وان اخطا احد فلنا شفيع عند الاب يسوع المسيح البار 2 وهو كفارة لخطايانا.ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم ايضا) (يوحنا الاولى 2: 1-2)
لقد حسم الكتاب المقدس الامر برمته، فذكر اسم الشفيع، ومقام الشفاعة للمسيح لانه الديّان العادل ايضا - وفي هذا لا يختلف المسلمون الذين يؤمنون ان المسيح سيأتي يوم القيامة حكما مقسطا عادلا- فيقول الكتاب المقدس، ان مقام الشفاعة للمسيح مرتفعا وعاليا حتى انه اخذ مقام القضاء ذاته، قال السيد يسوع المسيح: (22 لان الاب لا يدين احدا بل قد اعطى كل الدينونة للابن. 23 لكي يكرم الجميع الابن كما يكرمون الاب.من لا يكرم الابن لا يكرم الاب الذي ارسله) (يوحنا 5: 22- 23)
وقد جاء هذا التقرير مرة اخرى مؤكدا انه هو الديان وهو الشفيع (من هو الذي يدين. المسيح هو الذي مات بل بالحري قام ايضا الذي هو ايضا عن يمين الله الذي ايضا يشفع فينا) (روميه 8: 34)
وشفاعة المسيح بحسب الكتاب المقدس، ليست شفاعة الواسطة او الذي ينحاز مخالفا العدالة لانقاذ الناس الخطاة المحتاجين الى الشفاعة، بل هي تتميم كامل لمطالب العدالة وبهذا يحق له بالفعل ان يكون الشفيع الوحيد لانه اخذ عقوبة الجاني على نفسه ودفع ثمن الخطية :
( 22 على قدر ذلك قد صار يسوع ضامنا لعهد افضل. 23 واولئك قد صاروا كهنة كثيرين من اجل منعهم بالموت عن البقاء. 24 واما هذا فمن اجل انه يبقى الى الابد له كهنوت لا يزول.25 فمن ثم يقدر ان يخلص ايضا الى التمام الذين يتقدمون به الى الله اذ هو حي في كل حين ليشفع فيهم. 26 لانه كان يليق بنا رئيس كهنة مثل هذا قدوس بلا شر ولا دنس قد انفصل عن الخطاة وصار اعلى من السموات 27 الذي ليس له اضطرار كل يوم مثل رؤساء الكهنة ان يقدم ذبائح اولا عن خطايا نفسه ثم عن خطايا الشعب لانه فعل هذا مرة واحدة اذ قدم نفسه.) (عبرانيين 7: 22- 27)
هذا هو الشفيع الحقيقي، الحيّ في كل حين، الذي يقدر ويحق له الشفاعة بموجب العدالة الالهية التي استوفت القضاء في موت المسيح على الصليب كمخلص وفادي لكل من يؤمن به، فاذا كان الكتاب المقدس يحكم على جميع الناس بانهم خطاة (اذ الجميع اخطاوا واعوزهم مجد الله.) (روميه 3: 23)، اذا فالجميع يحتاجون الى شفيع يتوسط بينهم وبين الله، ومواصفات الشفيع ان يكون بلا خطية وقادر على وضع يديه على كلا الطرفين الذان يقوم بالمصالحة بينهما اي يضع يده على الله وعلى الانسان الخاطيء، وكل هذه الصفات لم تتوفر في انسان واحد، الا ان هذا ايضا لم يعجز الله، (فلبس البر كدرع وخوذة الخلاص على راسه. ولبس ثياب الانتقام كلباس واكتسى بالغيرة كرداء.) (اشعياء 59: 16-17)، وهذا ما اخبر عنه الانبياء في العهد القديم وتحقق في السيد يسوع المسيح في تجسده في صورة الناس ( 5 لانه يوجد اله واحد ووسيط -او شفيع- واحد بين الله والناس الانسان يسوع المسيح 6 الذي بذل نفسه فدية لاجل الجميع الشهادة في اوقاتها الخاصة) (ثيموثاوس الاولى 2: 5-6) وقد استحق مقام الشفيع واستحق عمل الشفاعة، ويشهد له الحق الالهي انه شفع في المذنبين.
يقول ف.ب. ماير في كتاب (نبي الرجاء) ترجمة القمص مرقس داود صفحة 107
[وهكذا الحال أيضا مع العهد الجديد الذي فصلت بنوده في عبرانيين الاصحاح 8 ، فانه تأيد بدم يسوع. عندما أخذ الكأس قال "هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يسفك من أجل كثيرين لمفغرة الخطايا" (متى 26 :28)، "ولاجل هذا هو وسيط -او شفيع- عهد جديد " (عبرانني 9: 15)، ان سفك دم حمل الله يشير الى ان الله قطع عهدا معه ومع كل من ينوب عنهم الذين هم بالايمان أعضاء جسده أي الكنيسة. انه من جانبه يعد بأن يكون لنا الها وبأن يتخذنا شعبا له ، ومن جانبنا نحن نعد المسيح نيابة عنا بأن نكون له " شعبا خاصا غيورا في أعمال صالحة حسنة" (تيطس 2: 14) ، هذا العهد يشمل كل الذين آموا، كل الذين يؤمنون، كل الذين سوف يؤمنون في يسوع. انه يشملك ان كنت فقط في هذه الحالة تؤمن به ملكا لك وان كنت تريد ان تكون ملكا له الى الابد]
لقد كان دم الذبائح في العهد القديم، يتوسط بين الخاطيء التائب المعترف وبين الله، فكانت تغطي على الخطية الى ان يأتي حمل الله الذي يرفع خطية العالم (يوحنا 1: 29)، هذا هو الشفيع او الوسيط الذي يتشفع بدم نفسه الذي قطع به العهد المطلوب بين الله والشفيع والخطاة التائبين:
(22 بل قد اتيتم الى جبل صهيون والى مدينة الله الحي اورشليم السماوية والى ربوات هم محفل ملائكة 23 وكنيسة ابكار مكتوبين في السموات والى الله ديان الجميع والى ارواح ابرار مكملين 24 والى وسيط العهد الجديد يسوع والى دم رش يتكلم افضل من هابيل) (عبرانيين 2: 22-24)
( 1 من صدق خبرنا ولمن استعلنت ذراع الرب. 2 نبت قدامه كفرخ وكعرق من ارض يابسة لا صورة له ولا جمال فننظر اليه ولا منظر فنشتهيه. 3 محتقر ومخذول من الناس رجل اوجاع ومختبر الحزن وكمستر عنه وجوهنا محتقر فلم نعتد به 4 لكن احزاننا حملها واوجاعنا تحملها ونحن حسبناه مصابا مضروبا من الله ومذلولا. 5 وهو مجروح لاجل معاصينا مسحوق لاجل اثامنا تاديب سلامنا عليه وبحبره شفينا. 6 كلنا كغنم ضللنا ملنا كل واحد الى طريقه والرب وضع عليه اثم جميعنا. 7 ظلم اما هو فتذلل ولم يفتح فاه كشاة تساق الى الذبح وكنعجة صامتة امام جازيها فلم يفتح فاه. 8 من الضغطة ومن الدينونة اخذ.وفي جيله من كان يظن انه قطع من ارض الاحياء انه ضرب من اجل ذنب شعبي. 9 وجعل مع الاشرار قبره ومع غني عند موته.على انه لم يعمل ظلما ولم يكن في فمه غش 10 اما الرب فسر بان يسحقه بالحزن.ان جعل نفسه ذبيحة اثم يرى نسلا تطول ايامه ومسرة الرب بيده تنجح. 11 من تعب نفسه يرى ويشبع.وعبدي البار بمعرفته يبرر كثيرين واثامهم هو يحملها.12 لذلك اقسم له بين الاعزاء ومع العظماء يقسم غنيمة من اجل انه سكب للموت نفسه واحصي مع اثمة وهو حمل خطية كثيرين وشفع في المذنبين)
(اشعياء 53)
الآن اخي الكريم، امامك الحقائق كاملة، ولك ان تختار الشفيع الحقيقي السيد يسوع المسيح الذي يضمن لك الشفاعة لانه لايخالف بها عدالة وقداسة الله بل لانه قد قام بالفداء وتلقى تحقيق العدالة التي يستحقها المنذنبين في نفسه، فحق له ان يشفع فيهم امام منصة العدالة الالهية.
**********
موضوعات ذات صلة:
هل حقا يقول القرآن :ان الله غفرلآدم
القرآن يقول جهنم ممتلئة ؟ بمن ؟
اعلان محبة الله للخاطيء بحسب القرآن والانجيل
الانبياء الكذبة
كيف اصبح مؤمنا
هل من العدل ان يرسل الله ابنه ليموت؟
وفديناه بذبح عظيم (1من2)
وفديناه بذبح عظيم (2من2)
وشفاعة المسيح بحسب الكتاب المقدس، ليست شفاعة الواسطة او الذي ينحاز مخالفا العدالة لانقاذ الناس الخطاة المحتاجين الى الشفاعة، بل هي تتميم كامل لمطالب العدالة وبهذا يحق له بالفعل ان يكون الشفيع الوحيد لانه اخذ عقوبة الجاني على نفسه ودفع ثمن الخطية :
( 22 على قدر ذلك قد صار يسوع ضامنا لعهد افضل. 23 واولئك قد صاروا كهنة كثيرين من اجل منعهم بالموت عن البقاء. 24 واما هذا فمن اجل انه يبقى الى الابد له كهنوت لا يزول.25 فمن ثم يقدر ان يخلص ايضا الى التمام الذين يتقدمون به الى الله اذ هو حي في كل حين ليشفع فيهم. 26 لانه كان يليق بنا رئيس كهنة مثل هذا قدوس بلا شر ولا دنس قد انفصل عن الخطاة وصار اعلى من السموات 27 الذي ليس له اضطرار كل يوم مثل رؤساء الكهنة ان يقدم ذبائح اولا عن خطايا نفسه ثم عن خطايا الشعب لانه فعل هذا مرة واحدة اذ قدم نفسه.) (عبرانيين 7: 22- 27)
هذا هو الشفيع الحقيقي، الحيّ في كل حين، الذي يقدر ويحق له الشفاعة بموجب العدالة الالهية التي استوفت القضاء في موت المسيح على الصليب كمخلص وفادي لكل من يؤمن به، فاذا كان الكتاب المقدس يحكم على جميع الناس بانهم خطاة (اذ الجميع اخطاوا واعوزهم مجد الله.) (روميه 3: 23)، اذا فالجميع يحتاجون الى شفيع يتوسط بينهم وبين الله، ومواصفات الشفيع ان يكون بلا خطية وقادر على وضع يديه على كلا الطرفين الذان يقوم بالمصالحة بينهما اي يضع يده على الله وعلى الانسان الخاطيء، وكل هذه الصفات لم تتوفر في انسان واحد، الا ان هذا ايضا لم يعجز الله، (فلبس البر كدرع وخوذة الخلاص على راسه. ولبس ثياب الانتقام كلباس واكتسى بالغيرة كرداء.) (اشعياء 59: 16-17)، وهذا ما اخبر عنه الانبياء في العهد القديم وتحقق في السيد يسوع المسيح في تجسده في صورة الناس ( 5 لانه يوجد اله واحد ووسيط -او شفيع- واحد بين الله والناس الانسان يسوع المسيح 6 الذي بذل نفسه فدية لاجل الجميع الشهادة في اوقاتها الخاصة) (ثيموثاوس الاولى 2: 5-6) وقد استحق مقام الشفيع واستحق عمل الشفاعة، ويشهد له الحق الالهي انه شفع في المذنبين.
يقول ف.ب. ماير في كتاب (نبي الرجاء) ترجمة القمص مرقس داود صفحة 107
[وهكذا الحال أيضا مع العهد الجديد الذي فصلت بنوده في عبرانيين الاصحاح 8 ، فانه تأيد بدم يسوع. عندما أخذ الكأس قال "هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يسفك من أجل كثيرين لمفغرة الخطايا" (متى 26 :28)، "ولاجل هذا هو وسيط -او شفيع- عهد جديد " (عبرانني 9: 15)، ان سفك دم حمل الله يشير الى ان الله قطع عهدا معه ومع كل من ينوب عنهم الذين هم بالايمان أعضاء جسده أي الكنيسة. انه من جانبه يعد بأن يكون لنا الها وبأن يتخذنا شعبا له ، ومن جانبنا نحن نعد المسيح نيابة عنا بأن نكون له " شعبا خاصا غيورا في أعمال صالحة حسنة" (تيطس 2: 14) ، هذا العهد يشمل كل الذين آموا، كل الذين يؤمنون، كل الذين سوف يؤمنون في يسوع. انه يشملك ان كنت فقط في هذه الحالة تؤمن به ملكا لك وان كنت تريد ان تكون ملكا له الى الابد]
لقد كان دم الذبائح في العهد القديم، يتوسط بين الخاطيء التائب المعترف وبين الله، فكانت تغطي على الخطية الى ان يأتي حمل الله الذي يرفع خطية العالم (يوحنا 1: 29)، هذا هو الشفيع او الوسيط الذي يتشفع بدم نفسه الذي قطع به العهد المطلوب بين الله والشفيع والخطاة التائبين:
(22 بل قد اتيتم الى جبل صهيون والى مدينة الله الحي اورشليم السماوية والى ربوات هم محفل ملائكة 23 وكنيسة ابكار مكتوبين في السموات والى الله ديان الجميع والى ارواح ابرار مكملين 24 والى وسيط العهد الجديد يسوع والى دم رش يتكلم افضل من هابيل) (عبرانيين 2: 22-24)
**********
( 1 من صدق خبرنا ولمن استعلنت ذراع الرب. 2 نبت قدامه كفرخ وكعرق من ارض يابسة لا صورة له ولا جمال فننظر اليه ولا منظر فنشتهيه. 3 محتقر ومخذول من الناس رجل اوجاع ومختبر الحزن وكمستر عنه وجوهنا محتقر فلم نعتد به 4 لكن احزاننا حملها واوجاعنا تحملها ونحن حسبناه مصابا مضروبا من الله ومذلولا. 5 وهو مجروح لاجل معاصينا مسحوق لاجل اثامنا تاديب سلامنا عليه وبحبره شفينا. 6 كلنا كغنم ضللنا ملنا كل واحد الى طريقه والرب وضع عليه اثم جميعنا. 7 ظلم اما هو فتذلل ولم يفتح فاه كشاة تساق الى الذبح وكنعجة صامتة امام جازيها فلم يفتح فاه. 8 من الضغطة ومن الدينونة اخذ.وفي جيله من كان يظن انه قطع من ارض الاحياء انه ضرب من اجل ذنب شعبي. 9 وجعل مع الاشرار قبره ومع غني عند موته.على انه لم يعمل ظلما ولم يكن في فمه غش 10 اما الرب فسر بان يسحقه بالحزن.ان جعل نفسه ذبيحة اثم يرى نسلا تطول ايامه ومسرة الرب بيده تنجح. 11 من تعب نفسه يرى ويشبع.وعبدي البار بمعرفته يبرر كثيرين واثامهم هو يحملها.12 لذلك اقسم له بين الاعزاء ومع العظماء يقسم غنيمة من اجل انه سكب للموت نفسه واحصي مع اثمة وهو حمل خطية كثيرين وشفع في المذنبين)
(اشعياء 53)
الآن اخي الكريم، امامك الحقائق كاملة، ولك ان تختار الشفيع الحقيقي السيد يسوع المسيح الذي يضمن لك الشفاعة لانه لايخالف بها عدالة وقداسة الله بل لانه قد قام بالفداء وتلقى تحقيق العدالة التي يستحقها المنذنبين في نفسه، فحق له ان يشفع فيهم امام منصة العدالة الالهية.
**********
موضوعات ذات صلة:
هل حقا يقول القرآن :ان الله غفرلآدم
القرآن يقول جهنم ممتلئة ؟ بمن ؟
اعلان محبة الله للخاطيء بحسب القرآن والانجيل
الانبياء الكذبة
كيف اصبح مؤمنا
هل من العدل ان يرسل الله ابنه ليموت؟
وفديناه بذبح عظيم (1من2)
وفديناه بذبح عظيم (2من2)