من اقوال الرب يسوع المسيح

***** *** لا تضطرب قلوبكم.انتم تؤمنون بالله فآمنوا بي. *** اتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل *** لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية. *** لا تخف ايها القطيع الصغير لان اباكم قد سرّ ان يعطيكم الملكوت. *** وصية جديدة انا اعطيكم ان تحبوا بعضكم بعضا.كما احببتكم انا تحبون انتم ايضا بعضكم بعضا. *** كما احبني الآب كذلك احببتكم انا.اثبتوا في محبتي.*** تعالوا اليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الاحمال وانا اريحكم *** الى الآن لم تطلبوا شيئا باسمي.اطلبوا تأخذوا ليكون فرحكم كاملا ***اسألوا تعطوا.اطلبوا تجدوا.اقرعوا يفتح لكم. *** هانذا واقف على الباب واقرع.ان سمع احد صوتي وفتح الباب ادخل اليه واتعشى معه وهو معي . *****

ما معنى قول المسيح لبطرس: "اذهب عني يا شيطان"

لماذا قال السيد المسيح لبطرس 
اذهب عني يا شيطان؟
هل هذا اتهام ام مسبة؟
ما معنى "شيطان" في اصل اللغة العبرية؟

كلمة "شيطان" ليست عربية الاصل، هي كلمة منقولة من الاصول العبرية  للكتاب المدقس في العهد القديم أي كتاب اليهود، والذي تم كتابته بلغته الاصلية وهي العبرية، والالتباس الحادث عند قراءة هذه الفقرة يرجع فقط الى عدم معرفة كاملة لمعنى "الشيطان" في اللغة العبرية الاصلية، فالشيطان ليس اسم الملاك الساقط، ولكنه لقب او صفة معناها في قاموس اللغة "المعترض" أو "المقاوم" و هي صفة يمكن ان يوصف بها الانسان المعترض او الملاك الساقط (ابليس المعترض).


بالرغم من ان السيد المسيح تكلم مع "ابليس" وقت التجربة في البرية بعد الصوم اربعين يوما (ثم اصعد يسوع الى البرية من الروح ليجرب من ابليس.) (متى 4: 1) وخاطبه بقوله "اذهب عني يا شيطان" (حينئذ قال له يسوع اذهب يا شيطان. لانه مكتوب للرب الهك تسجد واياه وحده تعبد.) (متى 4: 10)، والمعنى هنا ان السيد المسيح يخاطب "ابليس" لكونه معترضا ومقاوما له فيقول له اذهب عني "يا شيطان".

في نفس السياق والمفهوم نجد ان السيد المسيح كان يتكلم عن حتمية ذهابه الى الصليب وموته وقيامته، الا ان "بطرس" لم يفهم هذا الكلام ولم يستطع ان يقبله "فاعترض" على كلام السيد المسيح وحاول ان "ينتهره" اي يثنيه عن هذا الفكر وهذا الكلام، وكونه "معترضا ومقاوما" للمسيح فقال له "اذهب عني يا شيطان".



(21 من ذلك الوقت ابتدا يسوع يظهر لتلاميذه انه ينبغي ان يذهب الى اورشليم ويتالم كثيرا من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويقتل وفي اليوم الثالث يقوم. 22 فاخذه بطرس اليه وابتدا ينتهره قائلا حاشاك يا رب.لا يكون لك هذا.23 فالتفت وقال لبطرس اذهب عني يا شيطان. انت معثرة لي لانك لا تهتم بما لله لكن بما للناس)

( 31 وابتدا يعلمهم ان ابن الانسان ينبغي ان يتالم كثيرا ويرفض من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويقتل. وبعد ثلاثة ايام يقوم. 32 وقال القول علانية. فاخذه بطرس اليه وابتدا ينتهره.33 فالتفت وابصر تلاميذه فانتهر بطرس قائلا اذهب عني يا شيطان. لانك لا تهتم بما لله لكن بما للناس)

والآن تعالوا نرى الكلمة الاصلية "شيطان" كيف جاءت في النصوص الاصلية العبرية، وكيف ان معناها جاء "المعترض" او "المقاوم" في سياق النص العبري أو حتى في الترجمة العربية.

الكلمة هي :
שָׂטָן
وقد جاءت في عدة مواضع بمفهوم كصفة لبشر عاديين وليس فقط لابليس، تصفهم  "المعترض والمقاوم"، واليك عزيزي القاريء بعض الامثلة للتوضيح وليس للحصر، وكما سترى فان الكلمة الاصلية في النص العبري هي "شيطان" وتعني "عدو في الحرب" او "معترض" او "مقاوم"، وقد جاءت في العهد القديم للاشارة الى انسان معترض او ابليس في موقف المعترض (كما في سفر ايوب 1: 6) (وكان ذات يوم انه جاء بنو الله ليمثلوا امام الرب وجاء الشيطان (הַשָּׂטָן)ايضا في وسطهم.)، فقد جاءت الكلمة العبرية نفسها الكلمة موضوع البحث.

المثال الاول:  الكلام عن "داود" عندما كان يعيش وسط الفلسطينيين، وقد رفض رؤسائهم ان يكون معهم هذا "الرجل" في الحرب لعدم ضمان انتمائه لهم، فقد يكون ولائه لبني جلدته من اليهود فيكون لهم "عدو-شيطان- في الحرب" (وسخط عليه رؤساء الفلسطينيين وقال له رؤساء الفلسطينيين ارجع الرجل فيرجع الى موضعه الذي عيّنت له ولا ينزل معنا الى الحرب ولا يكون لنا (לְשָׂטָן בַּמִּלְחָמָה = شيطان بملحمة) عدوا في الحرب. فبماذا يرضي هذا سيده. أليس برؤوس اولئك الرجال.)
(صموئيل الاول 4: 29)


المثال الثاني: "داود" هنا يكلم "بني صروية" وكما نرى فهم بشر عاديون ويسألهم قائلا لماذا تكونوا مقاومين؟ والكلمة في الاصل العبري هنا جائت شيطان (قال داود ما لي ولكم يا بني صروية حتى تكونوا لي اليوم (לְשָׂטָן= شيطان) مقاومين. آليوم يقتل احد في اسرائيل.أفما علمت اني اليوم ملك على اسرائيل.) 


المثال الثالث: كان "سليمان" يتكلم مع "حيرام" ملك صور، ويقول له ان بعد ان استلم الملك بعد ابيه "داود" فان الله قد اراحه ولم تقم حروب مع اي دولة اخرى في عهده، وليس هناك "خصم = جاءت في الاصل العبري= شيطان" واضح ان سليمان يتكلم عن خصومه اي اعدائه من الممالك الاخرى. (والان فقد اراحني الرب الهي من كل الجهات فلا يوجد (שָׂטָן = شيطان) خصم  ولا حادثة شر.) (ملوك الاول 5: 4)

المثال الرابع: عندما بدأ سليمان يعمل الشر في عيني الرب ولم يسر امامه مثل داود ابيه، يقول الكتاب ان الله اقام له "خصما = وجاءت في النص الاصلي= شيطانا" وهو انسان بشر واسمه "هدد الادومي" (واقام الرب خصما (שָׂטָן = شيطان) لسليمان هدد الادومي. كان من نسل الملك في ادوم. ) (ملوك الاول 11: 14)، وايضا خصما آخر اسمه "رزون بن اليداع" (واقام الله له خصما (שָׂטָן = شيطان) آخر رزون بن اليداع الذي هرب من عند سيده هدد عزر ملك صوبة.) (ملوك الاول 11: 23)
المثال الخامس: في رؤيا النبي "زكريا" شاهد "الشيطان" يقف عن يمين يهوع الكاهن العظيم "معترضا"، والنص في اصله العبري واضحا لانه يستخدم نفس الكلمة (شيطان) مرتين "الشيطان ومقاوما" (וַיַּרְאֵנִי אֶת־יְהֹושֻׁעַ הַכֹּהֵן הַגָּדֹול עֹמֵד לִפְנֵי מַלְאַךְ יְהוָה וְהַשָּׂטָן עֹמֵד עַל־יְמִינֹו לְשִׂטְנֹֽו׃) (وأراني يهوشع الكاهن العظيم قائما قدام ملاك الرب والشيطان  قائم عن يمينه ليقاومه.) (زكريا 3: 1)  

المثال السادس: وهو مثال حاسم، فهو يتكلم عن "ملاك الرب" الذي ظهر للنبي "بلعام" وهو ذاهب بنية ان يلعن بني اسرائيل، فوقف امامه ملاك الرب "مقاوما" له، وقد جاءت الكلمة الاصلية نفسها "شيطان"، وبالطبع لا يمكن لعاقل ان يقول ان الوحي هنا يتهم "ملاك الرب" بانه "شيطان بمعنى ابليس" ولكن استخدام الكلمة العبرية جاء في محلها تماما، لان "ملاك الرب" هنا يقف "مقاوما" للنبي "بلعام" الذي يريد ان يصنع ما يخالف ارادة الله، فوقف الله "معارضا ومقاوما" لما يريد ان يفعله.
( فحمي غضب الله لانه منطلق ووقف ملاك الرب في الطريق ليقاومه  (לְשָׂטָן = شيطان) وهو راكب على اتانه وغلاماه معه.) (سفر العدد 22: 22)
(וַיִּֽחַר־אַף אֱלֹהִים כִּֽי־הֹולֵךְ הוּא וַיִּתְיַצֵּב מַלְאַךְ יְהוָה בַּדֶּרֶךְ לְשָׂטָן לֹו וְהוּא רֹכֵב עַל־אֲתֹנֹו וּשְׁנֵי נְעָרָיו עִמֹּֽו׃)(سفر العدد 22: 22)

للمزيد من الامثلة، يمكنك مراجعة هذا الرابط في آخر الصفحة من الاسفل : الكلمة وردت 27 مرة في النص العبري


الخلاصة: في اللغة العبرية الاصل الذي جاء به الكتاب المقدس في العهد القديم، جاءت كلمة "שָׂטָן = شيطان" بمعنى المعترض او المقاوم، وهي كلمة او صفة تقال للانسان او الكائنات الروحية ايضا (ومنها ابليس)، فكل من يقاوم خطة الله او تدبيراته فهو في اللغة "شيطان" وقد كان "ابليس" مقاوما لله -بقصد ووعي كامل- في خطة الخلاص بالفداء الذي يقوم به السيد يسوع المسيح بذهابه الى الصليب، وقد كان "بطرس" ايضا مقاوما لله في ذهاب المسيح الى الصليب بحسب فكره البشري او استحسانه لما يجب ان يفعله او لا يفعله المسيح، وفي هذا قد قام المسيح بتصحيح مفهوم "بطرس" البشري كمعترض على خطة الله للفداء بالصليب.
**********
موضوعات ذات صلة:
وانت متى رجعت، ثبّت أخوتك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أترك تعليقا حول الموضوع نفسه، حتى وان اختلفت معي يبقى الود والحب الشخصي مع كل انسان .
ملحوظة: يسمح حتى بسب وشتم الكاتب ، أما الأم أو الاب او باقي اعضاء العائلة ، فلن يسمح بنشرها ، لهذا السبب فقط يتم الاشراف على التلعيقات ونشرها بعد مراقبتها .
أي تعليق خارج الموضوع لن يسمح بنشره لعدم التشتيت والاحتفاظ بالنظام، شكرا لتفهمك. الرب يبارك حياتك

مقــالات ســابقــة