من اقوال الرب يسوع المسيح

***** *** لا تضطرب قلوبكم.انتم تؤمنون بالله فآمنوا بي. *** اتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل *** لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية. *** لا تخف ايها القطيع الصغير لان اباكم قد سرّ ان يعطيكم الملكوت. *** وصية جديدة انا اعطيكم ان تحبوا بعضكم بعضا.كما احببتكم انا تحبون انتم ايضا بعضكم بعضا. *** كما احبني الآب كذلك احببتكم انا.اثبتوا في محبتي.*** تعالوا اليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الاحمال وانا اريحكم *** الى الآن لم تطلبوا شيئا باسمي.اطلبوا تأخذوا ليكون فرحكم كاملا ***اسألوا تعطوا.اطلبوا تجدوا.اقرعوا يفتح لكم. *** هانذا واقف على الباب واقرع.ان سمع احد صوتي وفتح الباب ادخل اليه واتعشى معه وهو معي . *****

زلازل وفيضانات وتسونامي

لقد نجوا من الحادث بنعمة الله 
فهل من ماتوا لم تشملهم نعمة الله ؟

كنت اجلس مع زوجتي اتابع الاخبار الاخيرة عن العاصفة التي دمرت اكثر من 6 ولايات في امريكا، وكانت المذيعة تسأل احدى الناجيات، التي قالت انها اختبأت في غرفة بالمنزل، ولما مرت العاصفة فتحت باب الغرفة لتجد امامها الفضاء الخارجي الواسع.  لقد اتت العاصفة على كل البيت، ولما التفتت الى بيت جارتها، رأتها منطرحة على الارض تلتقط انفاسها الاخيرة.  ولما سألتها المذيعة، كيف انها استطاعت ان تنجو من هذه العاصفة فيما لم تنجو جارتها.  كانت الاجابة، لم يكن هذا بسبب اي شيء سوى نعمة الله التي حفظتها.

وهنا التفت اليّ زوجتي وسألتني، وماذا عن جارتها التي ماتت، الم تشملها ايضا نعمة الله لتنجو؟ 


سؤال كثيرا ما يتردد على اذهاننا عندما نرى بعض الكوارث الطبيعية التي زاد معدلها وقوتها في السنوات الاخيرة، فنسمع عن زلازل زادت قوتها عن المعدلات الطبيعية ووصلت الى ارقام لم نسمع عنها من قبل على مقياس "ريختر" وغيره، ونسمع عن تسونامي وفيضانات تغرق بها مدن كاملة لتختفي عن الخريطة. وبدأت تتحقق نبؤات السيد المسيح عن الايام الاخيرة التي نطق بها فمه المبارك والصادق: (9 فاذا سمعتم بحروب وقلاقل فلا تجزعوا لانه لا بد ان يكون هذا اولا.ولكن لا يكون المنتهى سريعا. 10 ثم قال لهم تقوم امة على امة ومملكة على مملكة.11 وتكون زلازل عظيمة في اماكن ومجاعات واوبئة.وتكون مخاوف وعلامات عظيمة من السماء. )

(لوقا 21: 9- 11)، راجع ايضا (متى 24: 6- 8)  وايضا (مرقس 13: 7-8)


ويبقى السؤال قائما:  اذا كان البعض ينجو ويقول ان نعمة الله حفظتهم ، فماذا عن من ماتوا ؟ ولماذا لم تقدر "نعمة الله " ان تحفظهم هم ايضا ؟ هل الله عادل في هذه الامور؟ 
البعض يحاولون تفسير هذه الاحداث ويقولون هذا غضب الله على العصاة، ولكن هذا التفسير لايستطيع ان يستقيم لان الاحداث تضرب اماكن متفرقة من العالم، وبها اناس من كل الطوائف والمعتقدات، والموت لا يفرق بين صالح وطالح، فهل يكون الله غير عادل لكي يضرب غضبه على الجميع بسبب بعض العصاة ؟ 


هذا التفسير لايستقيم مع ما يخبرنا الكتاب المقدس عن قضاء الله على سدوم وعمورة، المدينة الخاطئة بالشذوذ الجنسي، فقد ارسل الله ملائكته لانقاذ الابرياء منها قبل ان يرسل قضائه على المدينة العاصية ، ويسجل الكتاب المقدس بسفر التكوين الاصحاح 18، الحوار الذي دار بين ابراهيم (خليل الله) وبين الملاك الذي ظهر له ليخبره بقضاء الله المحتوم على العصاة (23 فتقدم ابراهيم وقال افتهلك البار مع الاثيم. 24 عسى ان يكون خمسون بارا في المدينة.افتهلك المكان ولا تصفح عنه من اجل الخمسين بارا الذين فيه. 25 حاشا لك ان تفعل مثل هذا الامر ان تميت البار مع الاثيم فيكون البار كالاثيم.حاشا لك. اديان كل الارض لا يصنع عدلا. 26 فقال الرب ان وجدت في سدوم خمسين بارا في المدينة فاني اصفح عن المكان كله من اجلهم) (التكوين 18: 23-26) .

 راجع القصة كاملة بسفر التكوين، فتخبرنا ان الحوار يستمر على نفس المنوال بين ابراهيم والملاك، فيسأل ابراهيم عن ما اذا كان الابرار عددهم اقل قليلا من خمسين، فيتلقى نفس الجواب، ويستمر الحوار حتى يصل العدد الى عشرة، فيكون الجواب انه حتى اذا كان هناك عشرة فسوف يحفظ الله المدينة كاملة بسبب العشرة، ولما كان العدد الحقيقي هو "لوط" وعائلته، فان الله يرسل الملاك لكي يخرجهم من المدينة سالمين قبل ان يرسل قضائه عليها (التكوين 19: 17- 22)

اذا نفهم من القصة ان تفسير البعض ان الله يرسل غضبه على العصاة ليموت الابرياء ايضا هو يخالف تماما فكر الله المعلن بالكتاب المقدس، فان قصة الطوفان ايضا تخبرنا ان الله قد انقذ نوح وعائلته الابرار (بطرس الثانية 2: 4-9)  (راجع سفر التكوين الاصحاح 6)

فماذا اذا ؟ واين نجد اجابة على سؤالنا، هل من ينجو من الكوارث يتمتع "بنعمة الله " ومن يموت فانه لا يتمتع بها ؟  او دعني اضع السؤال بصورة اخرى لتضييق المساحة المتاحة للاجوبة. هل الموت عقوبة؟ واقع الامر والحقيقة يقول عكس ذلك لان كلنا نموت وليس هناك استثناء (وكما وضع للناس ان يموتوا مرة ثم بعد ذلك الدينونة) (عبرانيين 9: 27)، اذا هل طريقة الموت عقوبة الهية؟ ايضا واقع الامر يقول اذا كان ذلك حقيقة فان كل الانبياء بموتهم بطريقة بشعة فهم معاقبون من الله بطريقة ما ؟ وهذا يتناقض مع اختيار الله لهم لمهمة النبوة. اذا فلا الموت ولا طريقته عقوبة الهية. 

لقد جاء البعض الى السيد المسيح بسؤال مشابه ويسجل لنا الانجيل هذا الحوار:
(1 وكان حاضرا في ذلك الوقت قوم يخبرونه عن الجليليين الذين خلط بيلاطس دمهم بذبائحهم. 2 فاجاب يسوع وقال لهم اتظنون ان هؤلاء الجليليين كانوا خطاة اكثر من كل الجليليين لانهم كابدوا مثل هذا.3 كلا اقول لكم. بل ان لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون. 4 او اولئك الثمانية عشر الذين سقط عليهم البرج في سلوام وقتلهم اتظنون ان هؤلاء كانوا مذنبين اكثر من جميع الناس الساكنين في اورشليم. 5 كلا اقول لكم.بل ان لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون) (لوقا 13: 1-5)

يخبرنا الكتاب المقدس بطريقة واضحة ان الكوارث الطبيعية او الحوادث التي يموت فيها مجموعات بشرية لا تعطينا الحق في ان نحكم عليهم بانهم عصاة او خطاة او يستحقون عقاب الله اكثر من غيرهم، فان " نعمة الله " تشمل من نجا من الموت كما تشمل ايضا من لاقى حتفه بالموت، فيخبرنا الكتاب المقدس بصورة واضحة في الرسالة الى العبرانيين الاصحاح 11، عن ما نطلق عليهم (سحابة شهود الايمان) فيقول عنهم الوحي المقدس:


(32 وماذا اقول ايضا لانه يعوزني الوقت ان اخبرت عن جدعون وباراق وشمشون ويفتاح وداود وصموئيل والانبياء 33 الذين بالايمان قهروا ممالك صنعوا برا نالوا مواعيد سدوا افواه اسود 34 اطفاوا قوة النار نجوا من حد السيف تقووا من ضعف صاروا اشداء في الحرب هزموا جيوش غرباء. 35 اخذت نساء امواتهن بقيامة.واخرون عذبوا ولم يقبلوا النجاة لكي ينالوا قيامة افضل. 36 واخرون تجربوا في هزء وجلد ثم في قيود ايضا وحبس.37 رجموا نشروا جربوا ماتوا قتلا بالسيف طافوا في جلود غنم وجلود معزى معتازين مكروبين مذلين. 38 وهم لم يكن العالم مستحقا لهم.تائهين في براري وجبال ومغاير وشقوق الارض. 39 فهؤلاء كلهم مشهودا لهم بالايمان لم ينالوا الموعد 40 اذ سبق الله فنظر لنا شيئا افضل لكي لا يكملوا بدوننا) (عبرانيين 11: 32- 40)

خذ وقتا كافيا لقراءة الفقرة السابقة مرة واخرى، وقد قمت بتظليل بعض الكلمات الهامة فيها، فهي تعطي اوصاف فريقين ممن اسمتهم الفقرة (هؤلاء كلهم مشهودا لهم بالايمان) ومع ذلك فهناك فريق (نجوا من حد السيف) وفريق آخر (ماتوا قتلا بالسيف) وكلا الفريقين مشهودا لهم انهم نالوا "نعمة الله" وختم عليهم بالايمان الذي يدعونا الكتاب للاقتداء بهم.  فما هو الفرق بين الفريق الذي (نجا) وبين الفريق الذي (مات) ؟ لا شيء سوى ارادة الله، انها نفس الارادة الصالحة التي سمح فيها الله بان يموت يعقوب اخو يوحنا قبل ان يتم سنة واحدة في الخدمة والكرازة بعد تدريب الرب يسوع له مع باقي التلاميذ الاثني عشر لمدة ثلاث سنوات، في حين ان نفس الارادة الالهية اعطت النجاة لبطرس من ان يلاقي نفس المصير ( اعمال الرسل 12: 1-5)، وبالرغم من ان يعقوب وبطرس هم من التلاميذ الاثني عشر، بل من المجموعة المقربة التي كانت تضم (يعقوب ويوحنا وبطرس) الا ان واحدا منهم مات قتلا بالسيف "بنعمة الله" والاخر نجا من الموت "بنعمة الله" ايضا، هذه الاسئلة كلها التي لا ازعم انني استطيع تفسيرها لماذا اختار الله  البعض لينجو والبعض ليموت، ولكني اثق في الله العادل الذي شهد لهم جميعا بالايمان الكافي والضامن للحياة الابدية،  اما لماذا (مات) بعضهم "بنعمة الله" و(نجا) البعض الآخر "بنعمة الله ايضا" فهذا هو السؤال الذي سوف اسأله لهم عندما اقابلهم في ملكوت السموات. 

**********
موضوعات ذات صلة:

    عند كثرة همومي في داخلي تعزياتك تلذذ نفسي


    كيف تقرأ هذه الآية
    عند كثرة همومي في داخلي تعزياتك تلذذ نفسي.



    لسنوات طويلة كنت اقرأها وبالتالي اعيشها هكذا :


    عند كثرة همومي في داخلي ،
    تعزياتك تلذذ نفسي .


    الى ان انار الله قلبي وعقلي ، فبدأت اقرأها واعيشها هكذا :


    عند كثرة همومي، 
    في داخلي تعزياتك تلذذ نفسي .


    الان ، السؤال لك ، كيف تريد ان تقرأها وتعيشها ، المفتاح والفرق كله في كلمة (في داخلي)، ماذا تضع هناك، هل كثرة الهموم، ام تعزيات الله التي تلذذ النفس ؟؟؟؟


    اطرد من داخلك الهم والحزن، وضع بدلا منه تعزيات الرب، وستعيش حياة ملؤها البركة والتلذذ بشخص الرب نفسه .

    الرب يبارك حياتكم .


     

    مقــالات ســابقــة